العنبر

 العنبر


يُعرَّف العنبر بأنّه مادة ذات قوام شمعي تتميّز برائحة عطريّة فوّاحة، يتم استخراجها من نوع مُحدّد من الحيتان يُسمّى حوت العنبر. يعود اكتشاف مادّة العنبر إلى العام 1000 قبل الميلاد على يد الأفارقة، كما عرفه الصينيون في نفس الفترة وعزوه إلى أسطورة التنين لديهم؛ حيث ظنّوا أنّ العنبر هو لعاب التنين، وفي القرن العاشر الميلادي أشار ابن حوقل في كتبه إلى أهمية العنبر وفوائده المتعددة. تمّ استخدام العنبر في روما والشرق الأدنى لغايات صنع العطور، والأدوية، أمّا سكان قارة آسيا فقد استعملوه في الطبخ.



أنواع العنبر:

 تتعدّد أنواع العنبر حسب مدّة مكوثها على سطح المحيط إلى: 

1-العنبر الأبيض أو الرمادي (بالإنجليزية: White/Gray Ambergris)، يكون لون العنبر أبيض، أو رمادي مائل للبياض، وينتج هذا اللون بسبب أكسدة السّطح الخارجي للعنبر بوجود أملاح البحر، ويتواجد على شكل قطعٍ صَغيرة، ويمتاز برائحته المميّزة ذات الجودة العالية.

2- العنبر المعياري (بالإنجليزية: Standard Ambergris)، يكون لون العنبر بنّي أو رمادي غامق، كما يحتوي على طبقات بداخله، ويمتاز برائحته الجيدة، والأقل جودة من العنبر الأبيض.

3- العنبر الأسود (بالإنجليزية: Black Ambergris)، يُعدّ العنبر الأسود الأقل جودةً والأكبر حجماً من بين أنواع العنبر الثلاثة. 

يعدّ العنبر الأسود هو العنبر ذو العمر الأقصر،[١] حيث يتميز بأنه ليّن، وسهل التفتت، أمّا العنبر الأبيض فهو العنبر ذو العمر الأكبر،[١] ويتميّز بأنه جاف ويسهل تكسره، ويعود سبب صغر حجم العنبر مع الزمن أنّ العنبر يَفقد جزءاً كبيراً من حجمه عندما يجف؛ حيث من الممكن أن يفقد ما مقداره 60-70% من حجمه الأصلي.

استخراج العنبر

يتواجد حوت العنبر في جميع مُحيطات العالم عدا المحيط المتجمد الشمالي، وتقدر أعداده الحالية ما يقارب المئة ألف حوت فقط،[٤] ويتراوح وزنه ما بين 35-45 طن، أمّا طوله فيتراوح ما بين 15-18 متراً،[٥] كما يتميز حوت العنبر برأسه الضّخم المليء بالزّيت والدّهن الذي يبلغ أكثر من ثلث وزنه الكلي؛ حيث يحافظ على طفو الحوت عند غوصه لأعماق كبيرة، بالإضافة إلى استعماله كعدسة صوتية بهدف تركيز الموجات الصوتية من أجل تحديد موقع أقرانه، وفرائسه.[٤] يتغذى حوت العنبر على الأسماك والحبار بشكلٍ أساسي؛ حيث يحتاج ما يقارب 907 كيلوغرام من الطعام في اليوم الواحد.[٥] ويتم تكوين العنبر عند دخول الحبار إلى أمعاء حوت العنبر بكميّات كبيرة مما يجد صعوبة في هضم هذا الطعام، فيبدأ تشكّل العنبر كمزيج أساسي من الحبار ومادة الأمبرين (بالإنجليزية: Ambrein)، ومادّة هضميّة أخرى تُسمّى إيبيكوبروستانول (بالإنجليزية: Epicoprostanol)، ليتم إخراجها لاحقاً خارج جسم الحوت.


تعليقات

إرسال تعليق